Sunday, June 16, 2013

Sad Valentine ..

*يكتب لها رسالة نصية متأخرة عن منتصف الليل*

-حبيبتي .. أنا آسف .. أعلم بأنني قد ارتكبت الكثير من الأخطاء و لكني لا أرجو منكِ إلا الصفح عني .. عيد حُبِ سعيد و لن يكون آخر عيد حب يجمعنا .. أُحِبُكِ

يترقب الرد .. يكاد يحس أن قلبه يكاد أن يتفجر من سرعة خفقانه .. تمضي الدقائق بطيئة .. لا رد 

يتذكر ذلك اليوم .. لقد كان منذ يومين .. الحادي عشر من فبراير .. و الآن فجر الرابع عشر .. يتذكر كيف سمح لشهوته أن تطغي على عواطفه و مشاعره و هو النبيل الذي ما تصور يوماً أن يكون للجنس مكان في علاقاته 

تمضي الدقائق كدقائق المحكوم بالإعدام وهو يُساق الى حبل المشنقة .. طويلة .. مقيتة .. تكاد تحس بالموت في زفرات صاحبها

يصله الرد 

- حسناً .. قابلني في المستشفى الفلاني حيث أن لي موعداً مع الطبيب

مستشفى؟ و لم المستشفى؟ حسناً لا يهم إني سأعطيكِ رسالة الغفران التي كتبتها و رمزاً لحبنا

يهاتف محل الزهور .. يخبره بأنه يريدها ولو كانت بثلاث أضعاف الثمن .. لا يهم .. أريد سبع وردات لأنها تحب الرقم ٧

تدق الساعه معلنة الثالثة بعد الظهر

يتحضر للقاءها .. يتأكد من أنه وضب الأزهار في الباقة بشكل جميل .. يطالع الظرف الذي وضع بداخله الرسالة الطويلة التي وضع بها كل ما جادت به مشاعره

قبل وصوله للموعد تصله رسالة منها .. سأتأخر .. إن كنت لا تود الانتظار فاذهب

لمَ هذا الجفاء؟ ماذا فعلت لكي تكلمني بهذه الطريقة؟ أريد وصالها و تريد هجري !! 

ينتظر .. يزرع الطريق بين المقهى و باب المستشفى جيئة و ذهاباً و كأنه ينتظر شخصاً عائداً من ميدان المعركة

ثم .. برزت أمامه في السيارة بصحبة صديقاتها .. كانت تلوك الحلوى في فمها بطريقة مستفزة و صديقاتها ينظرنه و يضحكن ! 

كان يحمل في يده اليمنى الورود و في اليسرى الرسالة و الهدية .. سوار وجده لا يليق الا بمعصمها الأبيض الذي اشتهى تقبيله دوماً 

نزلت من السيارة .. أشارت له أن إذهب الى المقهى 

ذهب .. انتظر قدومها .. أتت 

- اسمع .. ليس عندي كثير من الوقت ماذا تريد أن تقول

- أنا أحبكِ

- أخبرني ماذا تريد لا تضيع وقتي

- ماذا؟ لا أريد شيئاً فقط خذي هذه الرسالة و الورود و تقبلي مني الهدية

- لا .. لن آخذ الورود ولا الهدية .. أعطهم لأي أحد

- و لكنهم لكِ .. لقد اشتريتهم لأجلكِ لا لأجل أي أحد 

- أعطهم لأمك أو اختك .. و لكني سآخذ الرسالة .. فقط .. و الآن اذهب .. هيا .. فأبي قادم .. وداعاً .. هيا .. وداعاً

و غادر وهو يجرجر أذيال الخيبة .. لمَ يحدث كل هذا .. ماذا فعلت لها .. إن كنت مخطئاً فإن الله غافر للخطايا فما بال قلبها مليء بالقسوة

فيما هو غارق في حزنه تصله رسالة نصية 

- لم يعجبني وقوفك أمام باب المستشفى .. لم أكن أريد لصديقاتي أن يرينك .. لقد أصبتني بالغثيان

يقرأ الرسالة .. ينظر للورود .. ينظر للسوار 

يقوم بتشغيل سيارته و الانطلاق الى .. اليأس

لم يعد هناك فسحة أمل .. لقد أغلقت الأبواب في وجهي . 

Saturday, April 27, 2013

Remorse

ساعته الأوميقا تشير إلى أن منتصف الليل قادم في الدقائق القليلة القادمة لا محالة
جالساً لوحده في حانة الريتز في نيويورك
يحتسي مشروبه المفضل .. April's Violet
كل من في الحانة يعرفه .. فمستر كيو إيت كما يعرفونه أحد الزبائن المترددين بشكل دائم على هذه الحانة
يستمتع بطعم الخمرة في الريتز .. فهم يعرفون ما يناسبه .. و يعرفون متى يوقفونه عند حده فكلهم هنا أصدقائه

في كل مرة يدخل فيها فهد الحانة يكون بصحبته رفقة تسلب إنتباه جميع من في الحانة حتى ليفيق السكران من سكرته
يقضي معهن بعض الوقت و يمازحهن قليلاً
و من ثم يهمس ببعض الكلمات القليلة في آذانهن .. و تجد مرافقته الجميلة تعض على شفتها خجلاً .. و شبقاً

غير أنه في تلك الليلة .. مستر كيو إيت كان وحيداً
في الحقيقة إسمه ليس كيو إيت إسمه فهد .. و لكنهم يسمونه كيو إيت لحدث ما
إقترب منه ريكاردو .. ساقيه و صديقه
لأنه كان من الواضح أن فهد لم يكن بوضعه المعتاد في تلك الليلة
فـ .. لا رفقة
و وجهه شاحب كئيب .. لم يحلق ذقنه الحليقة دائماً

" ما بك .. ألم تجد في نيويورك من تقضي معها ليلتك؟ إنك في العادة تجدهن .. أقصد هُنَ يجدنك .. فأنت لم تبذل جهداً يوماً في هذا المجال "
يحتسي كوب البنفسج الموضوع أمامه و يبتسم ابتسامة تبين عن سخرية من كلام ريكاردو

"لا .. لا شيء هذه الليلة .. لن يكون هناك شيء الآن .. أو فيما بعد"
"أأصبحت راهباً في ليلة و ضحاها؟"
"لا .. ليست المسألة بهذا البؤس .. كل ما هنالك أنني .. أعجبت بفتاة .. و رفضتني"
"أنتَ .. تُعجَب؟ .. كيف ؟ لماذا ؟ ما الذي أصابك ؟ .. أخبرني بما حصل"
" موظفة عينت منذ فترة بسيطة في شركتنا .. في ادارة الاستثمار .. يافعة .. جميلة .. لا تتعدى سني عمرها ال22 .. حديثة التخرج .. مكتملة النضوج .. تنتظر القطاف "
" كيف تبدو؟ "
" وجهها .. ذو تقاطيع حادة .. و ذات أنف طويل و نحيف .. كأنف إيفا غاردنر .. نعم .. وجهها كوجه إيفا غاردنر .. ذات الانف .. و الوجنة الممتلئة بلطف كالخوخ .. تود لو أنك تأكل منه طول اليوم"
" أكمل .. لقد أثرت فضولي "
"أأثرت فضولك أم شهوتك الرخيصة أيها الحقير"
هناك ضحك ريكاردو ضحكة مجلجلة
"أكمل أكمل فهد .. كيف يكون جسدها .. أكاد أقسم أنه لا يوجد شاعر على وجه الأرض يستطيع وصفها أفضل منك و أنت في هذه الحالة من السكر"
"قامتها ليست طويلة ولا بالقصيرة .. ترتدي كعباً لا يتعدى طوله ال10 سنتيمترات .. فيجعلها ذات قوام يليق بالملكات لا الموظفات .. و استدارة خصر عجزت كلاوديا شيفر أن تحصل عليها في سني صباها .. و ذلك الردف الذي لا علاقة باستدارته بنحافة خصرها و نهداها المستديران كحبتي رمان .. إنها إمرأة بصفات أفرودايت"
"حسنُ .. و من ثم .. ماذا حدث .. لا أظن القوام مشكلة فأنت ذو قوام رياضي و مدير في تلك الشركة و علاوة على ذلك فإنك تستطيع أن تجعلها تحبك في دقائق"
"سيطول الحديث .. أسكب لي كأساً من البلاك ليبل"
يناوله ريكاردو الكأس و هو مندهش .. فهد لا يشرب البلاك ليبل 
يحتسي فهد نصف الكأس .. في جرعة واحدة 
" حدث و انه تم تعيينها ضمن أحد أفرقة العمل في أحد المشاريع في الشركة .. و عملها اقتضى احتكاكها المباشر بي .. و بالطبع فإني .. حاولت أن أبدو بكامل احترافيتي .. بما استطيع من قوة "
" نعم .. كما حدث مع كريستيانا و ناديا من قبل "
" أووووه ريكاردو .. دعني أكمل .. فعملنا حتى أوقات متأخرة من الليل في بعض الأحيان .. و حدث أنني ضعفت أمامها "
ذُهِلَ ريكاردو .. بل صعق
" نعم نعم .. أنا .. ضعفت .. أمام امرأة "
" و من ثم .. أخبرني ما حدث "
" حدث أنني انتظرت الى ما قبل نهاية اليوم .. و بعثت لها ببعض العمل الاضافي و اخبرتها بأنني مستعجل جداً و أريده أن ينتهي اليوم لأنني سأقوم بإرساله إلى طوكيو و يجب أن نراعي فارق التوقيت"
يسكب ريكاردو لنفسه كأساً رغم أن الساقي في العادة لا يشرب .. و لكن لكل قاعدة شواذ
" و حين انصرف كل الموظفين .. ذهبت إلى مكتبها .. رأتني أدخل فابتسمت و أخبرتني بأنها تعمل بجد على انهاء هذه الملفات المطلوبة .. هنا فاجئتها .. أنه لا يوجد هناك أي شيء في طوكيو .. فاستغربت و رمقتني بنظرة مستنكرة .. هنا أخبرتها بأنني معجب بها و بأنني .. أريد أن أدعوها للعشاء غداً "
" حسنُ .. على غير عادتك .. و لكن ماذا حدث "
" ارتسمت على وجهها علامة الدهشة .. أخبرتني بأنني مثالي جداً و طيب جداً و .. أمتلك كل شيء تحلم به أي فتاة "
" و لكن؟ "
" لا بل و أخبرتني بأننا نتشارك ببعض الاهتمامات أيضاً"
" إذا أين المشكلة .. أين المانع .. ما الذي أوصلك إلى هذه الحالة؟ "
" و من ثم نظرت لي بنظرة ملؤها الشفقة و أخبرتني بأنها ... سُحاقية "
في هذه اللحظة رمى ريكاردو بالكأس و أخذ يشرب مباشرة من الزجاجة
"Fuck"

هذا آخر ما تفوه به الإثنان معاً في تلك الليلة .. لأنهما غرقا في السُكر .. و الندم لما فعله فهد حين أحب !