-حبيبتي .. أنا آسف .. أعلم بأنني قد ارتكبت الكثير من الأخطاء و لكني لا أرجو منكِ إلا الصفح عني .. عيد حُبِ سعيد و لن يكون آخر عيد حب يجمعنا .. أُحِبُكِ
يترقب الرد .. يكاد يحس أن قلبه يكاد أن يتفجر من سرعة خفقانه .. تمضي الدقائق بطيئة .. لا رد
يتذكر ذلك اليوم .. لقد كان منذ يومين .. الحادي عشر من فبراير .. و الآن فجر الرابع عشر .. يتذكر كيف سمح لشهوته أن تطغي على عواطفه و مشاعره و هو النبيل الذي ما تصور يوماً أن يكون للجنس مكان في علاقاته
تمضي الدقائق كدقائق المحكوم بالإعدام وهو يُساق الى حبل المشنقة .. طويلة .. مقيتة .. تكاد تحس بالموت في زفرات صاحبها
يصله الرد
- حسناً .. قابلني في المستشفى الفلاني حيث أن لي موعداً مع الطبيب
مستشفى؟ و لم المستشفى؟ حسناً لا يهم إني سأعطيكِ رسالة الغفران التي كتبتها و رمزاً لحبنا
يهاتف محل الزهور .. يخبره بأنه يريدها ولو كانت بثلاث أضعاف الثمن .. لا يهم .. أريد سبع وردات لأنها تحب الرقم ٧
تدق الساعه معلنة الثالثة بعد الظهر
يتحضر للقاءها .. يتأكد من أنه وضب الأزهار في الباقة بشكل جميل .. يطالع الظرف الذي وضع بداخله الرسالة الطويلة التي وضع بها كل ما جادت به مشاعره
قبل وصوله للموعد تصله رسالة منها .. سأتأخر .. إن كنت لا تود الانتظار فاذهب
لمَ هذا الجفاء؟ ماذا فعلت لكي تكلمني بهذه الطريقة؟ أريد وصالها و تريد هجري !!
ينتظر .. يزرع الطريق بين المقهى و باب المستشفى جيئة و ذهاباً و كأنه ينتظر شخصاً عائداً من ميدان المعركة
ثم .. برزت أمامه في السيارة بصحبة صديقاتها .. كانت تلوك الحلوى في فمها بطريقة مستفزة و صديقاتها ينظرنه و يضحكن !
كان يحمل في يده اليمنى الورود و في اليسرى الرسالة و الهدية .. سوار وجده لا يليق الا بمعصمها الأبيض الذي اشتهى تقبيله دوماً
نزلت من السيارة .. أشارت له أن إذهب الى المقهى
ذهب .. انتظر قدومها .. أتت
- اسمع .. ليس عندي كثير من الوقت ماذا تريد أن تقول
- أنا أحبكِ
- أخبرني ماذا تريد لا تضيع وقتي
- ماذا؟ لا أريد شيئاً فقط خذي هذه الرسالة و الورود و تقبلي مني الهدية
- لا .. لن آخذ الورود ولا الهدية .. أعطهم لأي أحد
- و لكنهم لكِ .. لقد اشتريتهم لأجلكِ لا لأجل أي أحد
- أعطهم لأمك أو اختك .. و لكني سآخذ الرسالة .. فقط .. و الآن اذهب .. هيا .. فأبي قادم .. وداعاً .. هيا .. وداعاً
و غادر وهو يجرجر أذيال الخيبة .. لمَ يحدث كل هذا .. ماذا فعلت لها .. إن كنت مخطئاً فإن الله غافر للخطايا فما بال قلبها مليء بالقسوة
فيما هو غارق في حزنه تصله رسالة نصية
- لم يعجبني وقوفك أمام باب المستشفى .. لم أكن أريد لصديقاتي أن يرينك .. لقد أصبتني بالغثيان
يقرأ الرسالة .. ينظر للورود .. ينظر للسوار
يقوم بتشغيل سيارته و الانطلاق الى .. اليأس
لم يعد هناك فسحة أمل .. لقد أغلقت الأبواب في وجهي .